مقاومة الأنسولين هي عدم قُدرة الجسم على التخلص من جلوكوز الدم بشكل ناجح أو استخدام جلوكوز الدم بشكل مثالي من قبل خلايا الجسم، عند الإصابة بمقاومة الأنسولين تُصبح أكثر عُرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني لذلك يجب معرفة اسباب مقاومة الانسولين لمحاولة تجنُبها بقدر الإمكان لتجنب مخاطرها الصحية على الجسم.
ما هي مقاومة الخلايا للأنسولين؟
عندما نتناول الطعام تبدأ إنزيمات الهضم في تفكيكه ومن ثم يبدأ البنكرياس في إطلاق الإنسولين للتعامل مع جلوكوز الدم والذي يذهب إلى الخلايا لتستقبل حينها السكر وتُحوله إلى طاقة قابلة للامتصاص، عندما تكون شخص مقاوم للأنسولين يُصبح من الصعب القيام بهذه العملية بشكل طبيعي وحينها يرتفع مستوى سكر الدم ويُطلق البنكرياس كميات أعلى من الأنسولين لإعادة توازن مُستوى سكر الدم من جديد.
أسباب مقاومة الانسولين
عادة لا يوجد سبب واحد واضح وصريح يُمكن أن يُعتبر هو المُسبب الرئيسي لمقاومة الإنسولين، من الممكن أن تحدث مقاومة الإنسولين بسبب ما يلي:
1- عوامل وراثية
من أكثر اسباب مقاومة الانسولين شيوعاً هي الإصابة بمشكلة في الأنسولين بسبب الوراثة وحينها يكون لديك تاريخ عائلي مُحفز على الإصابة بمشاكل الإنسولين والسكري.
2- النظام الغذائي الغير صحي
إن لم تكُن تمتلك أي جينات وراثية تُسبب لك مقاومة الإنسولين حينها يكون السبب الأكثر احتمالا لحدوث مقاومة الأنسولين هو النظام الغذائي الخاص بك، في وقتنا الحالي انتشرت العادات الغذائية الغير صحية والتي بسببها أصبحت مقاومة الإنسولين تُصيب عدد كبير من الأشخاص.
تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالسكر والكربوهيدرات البسيطة والدهون الغير صحية تضع حِمل وضغط كبير جداُ على البنكرياس لإطلاق كميات كبيرة من الإنسولين ومع مرور الوقت لن يكون قادر على الاستمرار بنفس الأداء ومن ثم تُصاب بمقاومة الأنسولين وفي حالة تجاهُلها تُصاب بالسكري من النوع الثاني.
3- زيادة نسبة الدهون الحشوية
ذكرت العديد من الدراسات العلمية أن الدهون الحشوية من أخطر المشاكل التي يُمكن أن ترتبط بمرض السكري من النوع الثاني أو مقاومة الأنسولين، تراكم الدهون في الكبد والعضلات والأعضاء الداخلية يزيد من فُرصة حدوث مقاومة الإنسولين.
ترتبط السمنة وزيادة الوزن بمشكلة الإنسولين ولذلك يُنصح دائماً في حالة كُنت ترغب في تجنُب أي من هذه المشاكل الصحية مُستقبلا مُحاولة خسارة الوزن لأنه بخلاف السكري ومقاومة الإنسولين يُمكن أن تُسبب السمنة مشاكل صحية أكثر خطورة مثل أمراض القلب والشرايين.
4- عدم ممارسة أي نشاط بدني "الكسل"
الكسل وعدم ممارسة الرياضة أو حتى الأعمال اليومية يزيد من فُرصة إصابتك بمقاومة الإنسولين ويُعد أحد أكثر اسباب مقاومة الانسولين شيوعاً، بجانب أن عدم ممارسة أي نشاط بدني يؤدي بشكل مباشر لزيادة الوزن ولكن أيضاً انخفاض الكتلة العضلية في الجسم بسبب ضعف النشاط يُقلل من حساسية الأنسولين وعلى العكس تماماً عند اكتساب العضلات تزيد من حساسية خلايا الجسم للأنسولين.
5- استخدام الأدوية الطبية
في بعض من الحالات يكون سبب الإصابة بمقاومة الإنسولين هو استخدام أحد الأدوية العلاجية والتي من أعراضها هو حدوث مقاومة للإنسولين، من هذه الأدوية هي أدوية نقص المناعة وأدوية الاكتئاب.
6- مشاكل الغدة الدرقية
الغدة الدرقية من الغدد الموجودة في منطقة أسفل الرقبة والتي تعمل على إطلاق هرمونات هامة في الجسم مثل هرمون T3 وهي هرمونات تعمل بشكل مباشر على إنتاج الطاقة والتمثيل الغذائي، عند حدوث مشكلة في الغدة الدرقية لديك قد تُصاب بمجموعة من الأعراض الجانبية والتي منها الإصابة بمقاومة الأنسولين.
7- القلق والمشاكل النفسية
في حالة الإصابة بالأمراض النفسية أو القلق الذي يزيد من إنتاج جسمك لهرمون الكورتيزول بشكل أكبر من المُعتاد حينها يزيد الكورتيزول من فُرصة إصابتك بمقاومة الأنسولين بسبب أن الكورتيزول يُمكن أن يُقلل من فاعلية الأنسولين في الجسم.
8- ارتفاع هرمون النمو عن المعدل الطبيعي
قد يعتقد البعض أن ارتفاع هرمون النمو هو أمر جيد لزيادة الحجم والكتلة العضلية ولكن يُعتبر ارتفاعه أحد المشاكل الصحية النادرة والتي يُمكن أن تكون من اسباب مقاومة الانسولين بسبب أن ارتفاع هرمون النمو يُصاحبه ارتفاع في مستويات جلوكوز الدم بشكل ملحوظ وخطير.
اعراض مقاومة الجسم للأنسولين
زيادة العطش والجوع: قد يشعر المرضى المقاومين للأنسولين بالجوع المفرط والعطش المستمر نظرًا لارتفاع مستويات السكر في الدم وعدم قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بشكل فعال.
زيادة التبول: نظرًا لزيادة مستويات السكر في الدم، يعمل الجسم على التخلص منها عن طريق البول، مما يؤدي إلى زيادة التبول والحاجة المتكررة لزيارة الحمام.
زيادة الوزن: في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم ومقاومة الأنسولين إلى زيادة الوزن، حيث يتم تخزين السكر الزائد في الجسم كدهون.
التعب والإرهاق: قد يشعر الأشخاص المصابون بمقاومة للأنسولين بالتعب والإرهاق المستمر نظرًا لعدم قدرة الخلايا على استخدام السكر كمصدر للطاقة بشكل صحيح.